السلام عليكم


برسيوس: نظام النظم المستقبلي لحماية كامل الحدود البحرية لأوروبا






تباشر
الدول الأوروبية بمشروع جامع لتوفير الحماية المشتركة لبحارها وحدودها من
خلال الاستخدام الذكي لتكنولوجيا المراقبة، عبر اعتماد نظام نُظُم واحد
لإدارة وتنسيق العمليات.

يطلق على المشروع اسم برسيوس (Perseus)،
وتتولى شركة إندرا (Indra) الإسبانية قيادته كمتعاقد رئيسي. وسيتم من خلاله
دمج النظم المحلية والمشتركة بين البلدان. ويتضمن استخدام تكنولوجيات
متطورة جداً مثل كشف المراكب الصغيرة والأهداف المحلقة على ارتفاع منخفض.

تم تخصيص مبلغ 43,7 مليون يورو للمرحلة
الابتدائية من مشروع برسيوس، كما حظي بفترة تنفيذ تصل إلى 4 سنوات. ويعتبر
أحد أهم المبادرات التي تأتي ضمن البرنامج الإطاري السابع الخاص بالمجموعة
الأوروبية، وسوف يشكل بالتالي المشروع الريادي الأول للأبحاث والتطوير قي
قطاع الأمن البحري بالنسبة لأوروبا.

ويدعو مشروع برسيوس إلى وضع نظام أوروبي
مدمج للتحكم بالحدود البحرية الأوروبية. والهدف منه هو بناء وتجربة نظام
مراقبة بحرية للمجموعة الأوروبية يدمج ما بين كافة المنشآت والأنظمة
الأوروبية الموجودة حالياً ويقوم بتعزيزها بالتقنيات المستحدثة. وستجرى
تجربتان برهانيتان رفيعتا المستوى لإثبات جدوى مشروع برسيوس، ويتم من خلال
ذلك وضع المعايير والأسس للتطوير المستقبلي لأنظمة المراقبة البحرية
للمجموعة الأوروبية. وسوف تلتزم شركة إندرا بعملية التنسيق بين إتحاد
الشركات المكون من 29 شريكاً من 12 دولة أوروبية أي من كافة الدول التي
لديها حدود بحرية جنوبية تقريباً.

ومن المنتظر من نظام المراقبة البحرية أن
يزيد من فعالية الأنظمة الحالية عبر خلق بيئة معلومات بحرية يمكن المشاركة
بها للاستفادة من عملية تشبيكها، وذلك مع مراكز التنسيق الوطنية والوكالة
الأوروبية للتعاون في الحدود البحريةFrontex ووكالة الأمن البحري
الأوروبية EMSA. وسوف يعتمد نظام الأنظمة هذا كافة المعلومات التي توفرها
الوكالات الأوروبية والوطنية في آن معاً. وسوف يتم دمج البيانات الواردة
ومعالجتها للحصول على نوعية أفضل من المعلومات المفيدة التي يمكن الاعتماد
عليها.

ويهدف المشروع كذلك للتعاون مع البلدان غير الأوروبية والوكالات الدولية مثل حلف الناتو NATO أو المنظمة البحرية الدولية IMO وغيرها.

يوفر هذا الحلّ وصفاً لحظياً للوضع الراهن،
من المناطق الساحلية حتى أعالي البحار. كما يؤدي إلى تحسين وأتمتة عمليات
الكشف والتعرف على السفن المريبة أو تلك التي لا تتجاوب بشكل عادي، مما
يسهل ويسرع عملية اتخاذ القرار ويخفض وقت رد الفعل من قبل السلطات. إضافة
إلى ذلك، يسهل هذا النظام إمكانيات المساعدة والتنسيق في عمليات الاعتراض
أو الإنقاذ البحري ويحسن فاعليتهما.

يتضمن نظام برسيوس تقنيات مبتكرة متعلقة
بعمليات الكشف والتحليل المطبقة في مجال الأمن البحري، خصوصاً لدى كشف
الأهداف الطائرة على علو منخفض أو المراكب الصغيرة.

وسيتم دمج المستشعرات المتعددة ومصادر
المعلومات داخل هذا النظام. سيتم تكييف هذا النظام الشمولي باستمرار مع
التكنولوجيات الجديدة، ولكي يكون قادراً على استيعاب الحلول المستخدمة على
المستوى الوطني في الدول الأعضاء، مثل SIVE و SPATIONAV وغيره، والمبادرات
الأوروبية الأخرى من الوكالة الأوروبية للتعاون في الحدود البحرية وكالة
Frontex أو DG Mare أو غيرها. كما سوف يستخدم النظام التقنيات والقدرات
التي لا تزال قيد التطوير من قبل مشاريع أخرى في المجموعة الأوروبية بما في
ذلك القطاعات الأخرى مثل الفضاء.

مساهمة السلطات الأمنية البحرية
سوف تشارك العديد السلطات الأمنية الأوروبية البحرية مثل الحرس المدني
الإسباني ووزارة الداخلية الفرنسية وخفر السواحل والبحرية اليونانية،
بالإضافة إلى بعض السلطات الأخرى مثل البرتغال وإيطاليا وايرلندا وفنلندا
ورومانيا والمغرب في هذا المشروع. وسوف تشارك هذه الوكالات ضمن التجربتين
البرهانيتين اللتين تنفذان على نطاق واسع وتتعلقان بضبط الهجرة غير
الشرعية وعمليات التهريب.
وسوف تقام التجربة الأولى في العام 2013 ضمن المنطقة الغربية لحوض البحر
الأبيض المتوسط، من مشارف المحيط الأطلسي إلى إيطاليا. أما التجربة الثانية
فهي معدة لتنفذ في العام 2014 في بحر إيجيه وقناة جزيرة ساموس، ومن
المحتمل أن تصل إلى البحر الأسود.

وبالاعتماد على نتائج التجربتين، سيتم تحديد
المعايير التقنية ووضع التوصيات الخاصة بهذا النظام الأوروبي المدمج
للتحكم بالحدود البحرية، ويصار إلى اتخاذه كنقطة مرجعية. وسوف تقوم مجموعة
عريضة من المستعملين، يتمتعون بمستويات متفاوتة من المشاركة في المشروع
بتقييم النظام والتأكيد على أنه يتماشى مع متطلباتهم.